-->
نبشر متابعي مدونة إفريقيا المسلمة , بخروج الحلقة الثانية, من سلسلة مايسرهم أنهم عندنا,فانتظرونا...

2013/05/05

وا إسلاماه ..


وا إسلاماه ..

بسم الله الرحمن الرحيم

إننا نتابع تحرك المسلمين المطالبين بتحكيم شريعة رب العالمين .. نتابع ذلك بفرح أن بلغت الصحوة المباركة هذا المبلغ .. بلغته بعد تضحيات جسام من مؤمنين نحسبهم صدقوا ما عاهدوا الله ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. هذا الفرح لا ينبغي ألا ينسينا أن العدو - الخارجي ووكيله الداخلي - لم يلفظ أنفاسه بعد ، [وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال] .. ومساهمة في النصح أحببت أن أوجه كلمات لإخواني المسلمين في داخل الجزائر وخارجها متوخيا الحق والصدق .. فمن حقكم على هذا اللسان أن يَنْطِق بالحق ولو على نفسه: وإذا كان الحق يغضب أقوامًا فحسبه أن يرضي الحقيقة، وأن يكون الخطاب من الضمير للضمير وأن لا نؤثر العواطف على العقول .. إننا مرضى ومن بلاء المريض رفق الطبيب به، وما خير رفق ساعة يتجرع المريض بسببه آلام السنين.


وقبل ولوج الموضوع أظن أننا لا نختلف أن نصوص الشريعة ، وأحداث التاريخ أكدت ألا قيام لأمة الإسلام إلا بالإسلام .. حقيقة لا يماري فيها إلا من طمس الله على بصيرته .. وإقامة الأمة - كأمة لها رسالة في الحياة- يحتاج إلى فقه الشريعة وفقه السنن الكونية ..
فقه الشريعة مرجعيته كتاب الله وسنة رسوله ص على فهم السلف ح .. أما فقه السنن الكونية فباستقراء التاريخ وفهم الواقع مع استشراف المستقبل .. ولا يغني فقه الشريعة عن فقه السنن ، ولا العكس من أجل إقامة دين الله ونيل رضاه .. وذلك فضل الله يوتيه من يشاء ....
أيضا يجب أن يعلم المسلم أن الحياة منذ أن خلق آدم صراع بين الحق والباطل .. ولا التقاء في منتصف الطريق .. والحديث عن التعايش السلمي حديث لتخدير أهل الحق عن الحقيقة .. مما يوجب على من أراد حقا أن ينصر الإسلام أن يضع في الحسبان ساعة النزال .. ويعد لها عدتها - كتاب يهدي وسيف ينصر-.. فالباطل لا يقف موقف المتفرج ..
كذلك مما قررته النصوص الشرعية وأحداث التاريخ أن الأرض لا تصلح بالفساد والمفسدين .. فأمة تريد العزة والكرامة ونيل رضوان الله تعالى يجب أن عزمة لا رجعة فيها أن ترمي بمن أفسدوا ودنياها في مزبلة التاريخ ..

حركة الإنسان على ظهر هذا الكوكب ، وعلاقاته الاجتماعية تخضع لقوانين وسنن مطردة تدلّ على وحدة الخالق سبحانه … ومن هذه القوانين التي لا تتخلف ، قوانين : بناء الأمم وانهيارها .. وقوانين : صعود الدول وسقوطها .. ووحدة الشعوب وتشرذمها ... والإصلاح والتغيير .. وعشرات القوانين غيرها ...
فالأمة ، أية أمة ، لكي تنهض لا بد لها من شروط محددة وقوانين ثابتة لا تتخلّف … لا بد من تحقق شروط وانتفاء الموانع ..
ومن أجل النهضة والمحافظة عليها وحسن استثمارها لا بد من التقيّد الصارم بالسنن الشرعية والكونية ...
ومن السنن التي لا تتخلف أن عزة المسلمين مربوطة بتمسكهم بدينهم .. فنحن نعتز بمفاخر أسلافنا التي خطت أمجادها بكتاب يهدي وسيف ينصر .. ويوم حاد المسلمون عن دين الله ومنهج خلافته .. فانحدروا من تلك الدرجة التي رفعهم إليها الإسلام، إلى هذه الدركة التي هم فيها الآن، وتماروا بالنذر فسلّط الله عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم .. محيت معالم خلافة التوحيد والعبودية لله وعاد الناس يستعبد بعضهم بعضاً .. يسنون قوانين ، ويضعون شرائع ما أنزل الله بها من سلطان .. وحق فينا قوله - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله: أو من قلة فيها يا رسول الله؟ ... لَا بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل لا منفعة فيه ولا غناء. قد نزع منّا البأس على أعدائنا ونزعت الرهبة منا.
زالت أهليتنا للتمكين في الأرض ، فأخذ الله أمانته الغالية -المتمثلة بالخلافة- ليستدير التاريخ من جديد وتبدأ الأمة الإسلامية كما بدأ نبيهاا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وصحبه ، تحاول وتنافح لتعود المعركة من جولتها الأولى ، جولة سيطرة الطاغوت الحاقد على رقاب المسلمين بكل ما تحويه من استضعاف وإذلال وتعذيب وتنكيل ؛ ليجتازوا مرحلة التأهيل الصعبة كما اجتازها سلفهم .

إخوة الإسلام أنصار الله ورسوله : الكل يرى ما نحن عليه معشر المسلمين من انحطاط في الخلق وفساد في العقيدة وجمود في الفكر وقعود عن العمل وانحلال في الوحدة وتعاكس في الوجهة وافتراق في السير. حتى خارت النفوس وفترت العزائم ، وماتت الهمم ، وتوارت الآمال في صدور الرجال، واستولى القنوط واليأس المميت على الكثير منا ، فأحاطت بنا الويلات من كل جهة وانصبت علينا المصائب من كل جانب.
قد وصلنا من الانحطاط إلى قرارته، ولم تبق في التدلي دركة أخرى نخشى أن ننحدر إليها .. ومن الشجاعة أن نعترف أن ما أصابنا بما كسبت أيدينا [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] [وما ربك بظلام للعبيد].. وللاعتراف لا بد أن نتخلص من السذاجة والبساطة في تقييم الأحداث مما يجعل الرؤية غير واضحة ويبنى عليها استراتيجيات فاشلة بسبب التقييم السطحي .
كما ينبغي أن نتنزه عن التبرير وعدم الجرأة على مراجعة الأخطاء مما جعل كثيرا من الأخطاء تتكرر وتتراكم لتشكل حملا ثقيلا على عاتق الأمة ..
والمسلمون لما سقطوا في هذه العقلية عوقبوا بالمسخ بين الأمم حتى أصبحوا أمة ممزقة لا سيادة لها ,لا يهاب لها جانب ولا تستشار في أمر من أمورها .
وليكن لنا في قصة كعب بن مالك ورفيقاه الذين لم يبرروا لأنفسهم ما ارتكبوه من تقصير في عدم خروجهم إلى غزوة تبوك مع النبي عليه السلام كما فعل غيرهم من المنافقين .. وكانت النتيجة لهذه الجرأة قرآنا يذكر قصتهم وتوبة الله عليهم إلى يوم الدين.. والحياة مواقف !!..
إن ما أصابنا من ذل وهوان سببه داخلي قبل أن يكون خارجيا .. إنها قابلية الخضوع ، التي تكبر مع الزمن ، في ظل غلبة الشهوات والانقياد إلى حب الدنيا وما بها من متاع زائل .
فأي طاغية لا يبسط سيطرته على الجماهير إلا بعد أن تسقط هذه الجماهير صرعى الشهوات والمطامع ، وتتمرغ في أوحال الفسق والبعد عن الحق ، وعدم الالتفات إلى هدي الله والتمسك بحبله..
ومع قابلية الخنوع ينتشر الخمول والأنانية، والتواكل والتخاذل والفهْمٍ السيىء للقضاء والقدر، وطاعة أولي الأمر والجهاد والاجتهاد إلى غير ذلك من الأمراض التي لا تساعد على تعبئة كل الطاقات لمواجهة العدو المشترك ..
عندها تصبح حركة الأمة موجهة لتغرس مفهوم الذل في النفوس .,فالقوانين ، التي تشرع والعادات التي تشجع ، والثقافة التي تسود ، والأجهزة والقنوات الإعلامية .. كل ذلك يسير في اتجاه واحد هو تثبيت معاني الذل والخنوع ، ونشر ثقافة الخوف ، وتجريد الأفراد من كل معاني العزة والأنفة .. وكل من تسوِّل له نفسه أن يفكر - ولو بصمت - بطريقة تخالف منطق الاستبداد والقهر ، فضلاً عن استخدام حقه في التفكير عالياً ؛ والتعبير عما يبدو له بشكل يتعارض ونية قاهريه أخذ بالشدة والعنف ، وحورب في رزقه ، وحريته ، وسمعته ... أما عامة الناس فشعارهم ( انج سعد ، فقد هلك سُعيد ).
أرى كلَّنا يبغي الحياةَ لنفسه ... حريصاً عليها مستهاماً بها صباً
فحبُّ الجبانِ النفس أورثه التقى ...  وحب الشجاع النفسَ أورثه الحربا .
بعد ما وصلنا إليه من دركات الهوان وتسلط أراذل الناس علينا ، هل ترانا نقيم على هذه الحالة المخزية .. أو نرتفع إلى المنزلة التي أهّلنا الله لها بالإسلام.
إن الله عز وجل حكم فقال : [إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ]
إن البشائر تدل على أننا اخترنا الثانية، وإن المخايل تنبئ بأن بذور الخير تنبّهت فينا وإن الشريعة التي رفعت سلفنا توشك أن تخالط منا نفوسًا خدرتها أحداث لم تصل بها إلى الموت، وإن تلك النفحات التي هبّت على القلوب الغلف فحركتها، وعلى العيون العمي ففتحتها قد داعبت نفوسنا، فبدأنا نشعر ونحسّ، وأصبحنا نعي ونفكر، وإن التفكير هو أول مراتب العمل..
لقد جربت الأمة المسلمة زبالات عقول البشر فلم تزدها إلا الفقر والهوان .. والبعد عن شريعة الرحمن .. وآن الأوان أن تتوب إلى الله وتحتكم لشرعه الحنيف ..
في شريعة الإسلام وحدها وحدها ما يرفع أخلاقنا من وهدة الانحطاط ويطهر عقيدتنا من الزيغ والفساد ويبعث عقولنا على النظر والتفكير، ويدفعنا إلى كل عمل صالح ويربط وحدتنا برباط الأخوة واليقين ويسير بنا في طريق واحد مستقيم ، ويحيي منا النفوس والهمم والعزائم .. ويصيرنا-حقا- خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.
إن مقصود المسلمين أن يتحقق الخيرُ والصلاح ويسود الحقُّ والعدل والرحمة والإحسان، وذلك لا يكون بشكله الكامل إلا في ظل تحكيم شريعة الله تعالى وفي ظل "دولةِ الإسلام" التي ننشدها في بلداننا جميعاً، وإن كرِهَ الكافرون.! وحيث لم يمكن في مرحلة ما تحقيق أكثر الخيرِ المطلوبِ فنسعى لنحقق بعضه بحسب الإمكان.
لقد مرت على المسلمين فترات مظلمة - كهذه الفترة أو أشد - .. اجتاح التتار العالم الإسلامي ، وبلغ الذل بالناس مبلغه.. ولم يوقف زحف المغول إلا هتاف : ( وا إسلاماه ) ، الذي تردد مرة في بطاح عين جالوت ...
ولن يوقف من في حكمهم ، إلا مثل هذا الهتاف : ... ( واإسلاماه ) .
أيها المسلمون :
إن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد قد أصبح اليوم واجبًا عامًا ، فرضه عليكم دينكم وفرضته رجولتكم، وفرضه ظلم الأنظمة الغاشمة ، ثم فرضته أخيرًا مصلحة بقائكم لأنكم اليوم أمام أمرين: إما حياة أو موت، إما بقاء كريم أو فناء شريف.
لقد انكسر حاجز الخوف عند المسلمين وعرفوا طريق التغيير، وأدركوا أن التغيير بيدهم لا بيد الأحزاب المتاجرة بآلام الأمة ، ولا تلك الأسلام التي تعبد الناس للطاغوت باسم الوطنية حينا ، وباسم الدين أخرى .. لقد برهنت ثورة تونس ومصر وليبيا أن التغيير ممكن وأن الرعب الذي فرسته بيادق الطاغوت في نفوس الأمة سيزول مع أول حركة تزلزل عروش الظالمين ..
إن ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ في الحركة من أجل التغيير ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﻋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺠﺮ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻳﻠﻬﻤﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ..
هذا الشعور الجديد في هذه الأمة  وليد التطورات والحوادث التي تعمل في تكوين العالم كله تكوينًا جديدًا، وأن أول ما تفعله الحوادث طبع الأفكار والعقليات طبعًا جديدًا.
وإن الأمم إذا اضطرم شعورها بالحاجة إلى الشيء اتجهت أنظارها إلى قادتها فإذا كانت سعيدة مهيأة للخير لبّاها رجالها من أول دعوة ووجدت قادتها في مقدمة الصفوف، وإذا كانت شقية مقدّرًا لها الذل والخذلان وجدتهم لاهين لاعبين أو متنابذين مضطربين منعزلين في أخريات القوافل منتشرين على هوامش ركب الحياة.. فتفوت الفرص ويفوز السابقون المبكرون وتقسم مغانم الحياة وتبدل الأرض غير الأرض،  والأمة ورجالها متباعدون مع قرب الدار، متقاطعون مع حرمة الجوار.. يتمارون والنذير عريان ويمارون في الشمس وهي طالعة .. ثم يصبحون وقد فات العمل وخاب الأمل وحقت الكلمة ..
إن المسلمين في الأعصر الأخيرة يفتقدون القرار الصائب والحاسم في اللحظات الحرجة أو اللحظات التاريخية ... وفي التاريخ قرارات صائبة أنقذت الأمة .. وأخرى مهلكة .. ومن قرأ عرف .. فأي الخندقين سيختار رجال الأمة ورموزها .. الحياة مواقف .. والفرصة سانحة .. والعدو يترنح .. فلا تدعوه يلتقط أنفاسه .. فإما حياة تسر الصديق وإما مماة يغيظ العدا ..

وللحقيقة نقول : الأمة تعود إلى  إلى روحها إلى قرآنها .. إلى سنة نبيها .. إلى شريعتها .. إلى دستور حياتها الذي حرمت منه بقوة الحديد .. لكن لتعلم الأمة وعلى رأسها رجالها الذي يخوضون غمار هذه العودة أن طريق العودة طويل هو طريق التأسيس المنهجي وليس الإصلاح والترقيع العفوي [ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .. ] .. فلتحذر الأمة سراق الثورات .. وتغيير الوجوه وتكييف الأدوار مع بقاء منطومة الاستبداد والتغريب والتفقير.. ولتحذر من أنصاف الحلول .. واللعب بلعبة الديموقراطية - فكفاها سخافة أنها لعبة- ..
إن الخلاف مع الطاغوت جذري ولا تصلح معه الحلول الترقيعية التي عن طريقها تشترى الدعوات وتدفن في مهد طفولتها بعيدة عن أهدافها التي قامت من أجلها .
 إن شريعة الإسلام لا تقبل إلا بالطهر .. ولا تقيمها إلا الأيادي المتوضئة .. وكفانا وصاية وخيانة .. آن أن تستلم الأمة مقاليد أمورها ..
طريق تحكيم الشريعة طويل في تضحياته ومشقاته ، فلن يترك الباطل الحق في يسر وسهولة ولن يرفع أعداء الله راياتهم البيضاء إلا بعد معارك طوال .
فالواجب حمل الأمانة كما حملنا إياها ربنا لا كما تهوى الأنفس وتزينه الشياطين ..
وفي هذه المعركة الطويلة نحتاج إلى نخبة رجال ذوي عقول تضبط العوطف .. تحرص على الوحدة والائتلاف وليس الفرقة والخلاف .. تقدم مصلحة الإسلام والمسلمين على مصلحة الأفراد والتنظيمات ، وتؤثر رعي الإبل على رعي الخنازير .. فالصادق لا يشترِط أن يجري الخيرُ على يديه حتى يكون خيراً و يُقبَل ..  تصبر على المحن ، وتنأى عن الفتن .. رجال تحتاجهم الأمة في كل ظروفها ، وحاجتها إليهم اليوم أشد ، إنهم رجال المواقف ..
إن الحركة الشعبية خطوة في خطوات التغيير نحو الأكمل المنشود .. والمجاهدون يرقبون ثمرات هذه الثورات التي شاركت في صناعتها بدماء أبنائها، وسعت في الدعوة إليه والقتال من أجل أن تصل فكرته إلى عقول المسلمين الذين انتفضوا اليوم على الظلم والظالمين، ولا ينكرون دور غيرهم من بعض القنوات الإعلامية التي ساهمت في إعادة صياغة عقل وفكر المواطن العربي المغلوب على أمره.
فنحن ندعو إلى استمرار هذه الثورات وانتشارها وعمومها لكل العالم العربي والإسلاميّ.. فالحقوق تؤخذ ولا تعطى .. آن أن نعتز بديننا .. ولا نرضى ببدائل اليهود والنصارى والمرتدين .. ولعل ساعة الخلافة اقتربت  .. روى الإمام أحمد وغيره عن حذيفة بن اليمان قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريةً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".. فطوبى لمن ساهم في بنائها ولو بشطر كلمة .. ولن يضيع الله إيمان المؤمنين وجهاد الصادقين .. [وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا]
والعاقبة للمتقين ... 

الشيخ أبو الحسن رشيد البليدي