-->
نبشر متابعي مدونة إفريقيا المسلمة , بخروج الحلقة الثانية, من سلسلة مايسرهم أنهم عندنا,فانتظرونا...

2013/05/06

مقال للأستاذ أبو إسماعيل المغربي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة من الأعماق لنصرة أهلنا في مالي المسلمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه اجمعين، أما 
بعد:



فإلى الله نشكوا غلبة الغثاء، وتكالب الأعداء، وقلة الإخوان وضعف الأعوان، في زمن تعاونت فيه شياطين الإنس والجن، فأجمعوا كيدهم، وحاربوا أولياء رب العالمين، ومنعوا الحكم بشرعه والتحاكم إليه...
فكان الله لكم، يا أحفاد المرابطين في صحراء الإسلام، يا من هدمتم صروح الشرك وقباب الخرافة، تطهيرا لقلوب من الأوهام، فأبى أعداء الله، إلا سلقكم بألسنة حداد، وإسالة المداد، فكانت الأحجار عندهم، أغلى من قلوب قومكم...
كان الله لكم، يا من أعاد ربيع الشرع إلى الرمل اللاهب، وأنتم ترون العدا من كل جانب، يا من اجتمع عليكم الأباعد والأقارب، فلم تأخذكم في الله لومة لائم، بل كنتم كما قال ربكم: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) والبشرى لكم ما بعدها: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)
كان الله لكم، يا من خرجتم لإقامة الإسلام على أرضكم، فآثرتم الحر على الظل الظليل، وغبار المعارك على النسيم العليل...
هجرتم من النسوان بكرا وثيبا...تركتم من المأكول حــلوا وطيبا
هجرتم فراشــــا ذا غطاء دافئا...وأمـا حــــنونا والـقــرى وأقاربا
سعيتم إلى الهيجاء بذلا لدينكم...ورفـعـا لـقـدر المسلمين إلى الإبا
ألامكم الإخوان وانتفض العدا ؟...فربي قدير ماحق الشرك والربا



فلله دركم، ياصفوة الصفوة، ويا اسوة الاسوة، فلا يضركم قلة السالكين، ولا كثرة الهالكين، فإن الناصر الله رب العالمين...
وتذكروا رحمكم الله، أنه مهما كان للباطل جولات، وبعض انتصارات، إلا ان اليوم الفصل، والنزال الأخير، يكون الغالب فيه الحق وأهله، وإلا اختل ميزان الحياة وفسدت الأرض، قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) وقال جل ثناؤه (كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن سنة الله أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. انتهى.
وإن من رحمة الله بالمسلمين ان هؤلاء الصليبيين مازالوا صما وعميا كصليبهم، وهكذا كانوا قبلُ حتى أخزاهم الله في العراق وافغانستان، فخرجت أجنادهم بصدمات بعد الحرب نفسية، وإعاقات جسدية، فتراهم مشوهين بأجساد ناقصة مقطعة، أو تراهم مشردين في الشوراع يهلوسون ويدمنون الخمور ويقتلون ويفسدون، وهم الذين ارسلهم سادتهم إلى ديار المسلمين ليفسدوا فيها، فأخرجهم الله من بلدان المسلمين، فاسدين مفسدين في اقوامهم الذين أرسلوهم، وعبئا عليهم، فأعظم بها من كرامة إلهية، في زمن يئس الناس فيه من وقوع الكرامات...
فاولئك إخوانهم كانوا أقوى منهم، وأولئك إخوانكم كانوا اضعف منكم، ومع ذلك، رجع الأوغاد بخفي حنين، ولا والله مارجعوا بخفي حنين، بل بقبض الريح، وجبين خزي وعار، وعظم خسار...
(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون)
فيا إخوتاه دونكم أعداء الله، متعوا انظارنا بتمزيق أليات الأوغاد وأجسادهم، واستمروا في الإمتاع، وبخوا الأوباش أعداء الله والإنسانية، أطربوا عظامهم بالتفجيرات، ونغصوا عليهم عيشتهم، وأفسدوا عليهم فرحتهم، واجعلوهم يسرعون لتشوى لحومهم في جهنم هربا من لقائكم، وليكن أحدكم، كما قال قائل:

ثبت الجنان يرى القبيلة واحدا...ويُرى فيحسبه القبيل قبيلا



ويا أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، إن المجاهدين في شمال مالي ومن معهم من مجاهدي تنظيم القاعدة بثغر الجزائر إنما هم إخوانكم، يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، يأكلون ذبائحكم، ويصلون إلى قبلتكم، ويتقربون إلى الله ببغض من يظلمكم من الطواغيت، الذين همهم ان يتحكموا في رقابكم، و أن ياكلوا خيراتكم، ويتعبدوا لأعداءكم، فإياكم وتصديق ما تلقيه شياطين إعلامهم من زخرف القول، لتشويه حال إخوانكم المجاهدين في أعينكم، ومن أراد الحق والإنصاف،
فها هي ذي كتب إخوانكم وإصدارات افلامهم، تخبركم بحالهم، فاعرفوا الحال من اصحاب الحال، لا من اعدائهم، واتقوا لله في إخوانكم فإنهم يدفعون عنكم بصدورهم، واحذروا وقفة للمظلوم أمام ربه يقتص من ظالمه...
وتذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قبل الساعة سنون خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الامين، ويؤتمن فيها الخائن) رواه الإمام أحمد.
فمن كان متكلما عن إخوانه فليتكلم بعلم، بلا جهل مركب، ولا هوى مغلب...



ويا أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، إن أعداء الله اجتمعوا على اختلاف الوانهم واجناسهم 
فمنهم الأبيض الذي ناقض لون ظاهره لون باطنه، ومنهم الأسود الذي فاق سواد قلبه سواد جلده، فجمع سوادهم السواد، وإن الذي يجمعكم بإخوانكم المجاهدين، هو الفطرة النقية، وعقيدة الإسلام، فالله الله في إخوانكم، لا تخذلوهم، وكونوا خير أعوان لخير إخوان، فإن الله يدفع عنكم العقاب بإخوانكم ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجاهد عدو الله وعدوكم...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله 
بعقابه) رواه الإمام أحمد.



واعلموا رحمكم الله ورعاكم، أن اقل ما يمكنكم فعله، لكنه إن شاء الله كبير الأثر، وعلى عدوكم عظيم الضرر: الزجر بالهجر، مقاطعة أعداء الله من الفرنسيين في تجاراتهم ومنتجاتهم، فإن القوم يعبدون الصليب ويعظمونه، وهو ليس إلا خشبة، فكيف بالمال وهو معدن يفوق الخشب، فأروا الله من أنفسكم خيرا، وخيبوا اجتماع أعداء الله باجتماعكم، وفرقوا سوادهم بمفارقة بضائع اسيادهم، فإنهم أنذال لا يصلح معهم إلا قول القائل:
يا عقرب النعل هذي النعل حاضرة...إن عدت عدنا إلى عاداتنا الأُول
 (ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مومنين)



والله ينصركم ويعزكم.
كتبه الأستاذ الأديب: أبو إسماعيل المغربي حفظه الله.