-->
نبشر متابعي مدونة إفريقيا المسلمة , بخروج الحلقة الثانية, من سلسلة مايسرهم أنهم عندنا,فانتظرونا...

2013/05/12

إمارة المؤمنين آخر موضة... للأستاذ الأديب أبوإسماعيل المغربي حفظه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
إمارة المؤمنين آخر موضة...
للأستاذ الأديب أبوإسماعيل المغربي حفظه الله.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:


فقد روى ابن ماجة والحاكم وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم) 

دل هذا الحديث على أن عقائد الناس وعملهم بالشريعة أو تركهم لها يغير أحوال معاشهم، ومعلوم أن الله جل ثناؤه أنزل كتابه ليغير أحوال عباده ويخرجهم من الظلمات إلى النور، كما قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات على النور) فصار من يخرج عن الحكم بكتاب الله والتحاكم إليه، مخرجا لنفسه من النور إلى الظلمات، والسائرون في النور هم على هدى فلا يصدم بعضهم بعضا، والسائرون في الظلمات على ضلال وعمى، لايبصر أحدهم أخاه فيصدمه، ثم تنشأ الخصومات ويكون بأسهم بينهم، وتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) ومن ذلك أيضا مارواه الترمذي وابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) والجدل مفتاح العداوة والفرقة، ومن ذلك أيضا ذكره صلى الله عليه وسلم أن النجاة من ضلالات الاختلاف والفرقة هي الرجوع إلى السنة فقال صلى الله عليه وسلم (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.
وبهذا تعلم أن الحياة دون الحكم بما أنزل الله خلافات وعداوات ومعيشة ضنك، وضلال وعمى، فيعمي الله في الآخرة من ابتغى الحكم بغير كتابه، كما أعمى هو نفسه في الدنيا، فإن من مات على شيء بعث عليه، وتأمل قول الله تعالى (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (,) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (,) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (,) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)

وإن الناظر إلى حال المغرب الأقصى اليوم ليرى ما ذكرت، فلما أعرض متحكموه على رقاب أهله عن الحكم بكتاب الله، صار أحزابا، يكيد بعضها لبعض، وتصارعت طائفتاه تدعي الواحدة أن الأرض لها.
أما الأحزاب السياسية فكيد بعضهم لبعض في هذه البلاد وغيرها أمر معلوم مشتهر، قد يجزم به حتى من لم يعرف القطر.
وأما نزاع الطائفتين، فإنك تجد في جنوب البلاد: الصحراء، وقضية أهلها مشهورة، يقول كثير منهم بأن الدولة القائمة سالبة لأرضهم وخيراتهم، ثم كون قوم منهم جبهة البوليساريو، وقد جرت بين هؤلاء وبين الدولة حروب ومنازعات، ثم سكن الأمر، إلا أن العداوات والمكائد مازالت على أشدها كما هو معلوم.


وإن من مضحكات الزمان، أن المتحكم على رقاب المستضعفين أراح الله من شره، يصف نفسه بلااستحياء بأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، وهو الذي تخرج من أموال دولته المليارات إلى مواسم الأغاني والراقصات والافلام الهندية، وكان من آخر مخازيه التي تدل على مبلغ إيمانه وحمايته للملة والدين: موالاة الفرنسيين على من أراد الحكم بشريعة ربه في صحراء الإسلام بمالي، فيا أيها العقلاء، أبهذا يأمره إيمانه من كان أميرا على المؤمنين (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين)
أفلا يستحيي من تسمية نفسه أميرا للمؤمنين، وهو الذي جعل له مستشارا من اليهود فقدمه بذلك على أهل العلم والإيمان؟ وقد قال ربنا (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم)
ألا يستحيي من تسمية نفسه أمير المؤمنين، وهو الذي يوالي الأمريكان أعداء المؤمنين، فيقدمون على دولته، ويتدربون في تلك الأرض مع جنده؟ وقد قال ربنا (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم)
ألا يستحيي من تسمية نفسه أمير المؤمنين، ومن التبجح بأن جده الرسول الأمين، وهو الذي رمى منافقون من دولته قبل أيام قليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لايليق، ثم يصبحون ويمسون ولا أبا بكر لهم؟
فأرني هنا ما زعمه لنفسه من حماية للملة والدين ؟ أم أن المقصود حماية دين هؤلاء المنافقين وأمثالهم.
ثم ألا يستحيي من تسمية نفسه أمير المؤمنين وهو لايعرف كيف يصلي؟



ولكننا في زمان الموضة، فلعله أمير المؤمنين آخر موضة، أو لعل المقصود: أمير المؤمنين بالديمقراطيات الحديثة لا المؤمنين بالكتاب والسنة، عذرا، نحن عقليات أفغانية مازلنا نعيش في القرون الوسطى، ولم نساير بعد عصر الحداثة والموضة مثلكم ياأمراء التنوير، نعوذ بالله من النفاق وأهله.

واعلموا يا أحبابنا في المغرب الأقصى، أن أمير المؤمنين: من حكمكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كأبي بكر بن عمر ويوسف بن تاشفين والمولى سليمان رحمهم الله جميعا، وأما هذه النسخ المزورة من أميرات المؤمنين في آخر الزمان، فأنزهكم عن ان تكونوا رعية لهم، وكيف يكون أميرا للمؤمنين من لم  يحَكِّم دين خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم الذي قال الله له (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
فالنباهة النباهة، أيها المسلمون في المغرب الأقصى، لا تصدقوا هذا المنتفخ الذي ينفخ في نفسه بالألقاب، ويستصغر عقولكم...
 واعلموا رحمكم الله، أن الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيه سعادتكم الدنيوية والأخروية، فإن الحكم بما أنزل الله عبادة، والله ما خلقنا إلا لعبادته وامرنا بها وعظمها على غيرها، أفيظن عاقل بعد هذا أن يجعل سبحانه وتعالى السعادة 
في غير عبادته؟



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.