-->
نبشر متابعي مدونة إفريقيا المسلمة , بخروج الحلقة الثانية, من سلسلة مايسرهم أنهم عندنا,فانتظرونا...

2013/05/05

نم أبا إسحاق فنحن على الدرب ماضون ...


بسم الله الرحمن الرحيم


نم أبا إسحاق فنحن على الدرب ماضون ...


إهداء:
- إلى علمائنا الثابتين خلف القضبان, وإلى أسود التوحيد الصابرين رغم سياط السجان, ودعاة الحوار والخذلان.
- إلى علماء الحق الأخفياء الذين يحمون كتاب ربهم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.


- إلى شهدائنا البررة في مغرب الإسلام والصومال ونيجيريا والعراق وأفغانستان وجزيرة العرب وباكستان والشيشان وغيرها، أبطال الإسلام أحفاد البراء بن مالك , وأنس بن النضر وعمير بن الحمام رضي الله عنهم.
- إلى شباب الأمة التواق لنصرة دينه.
- إلى الذين تفيض أعينهم بالدمع شوقا للوصول إلى أرض الجهاد.
- إلى جهابذة الإعلام الجهادي الصادقين الذين فضحوا مخططات الكفر القذرة وأساليبهم العفنة.
- إلى زوجات الشهداء وأمهاتهم، إلى الثكالى والأيامى والمظلومين.
- إلى قادة الأمة الصادقين وأمرائها الصابرين في أفغانستان والشيشان وكشمير وجزيرة العرب والصومال والعراق وفلسطين ومغرب الإسلام، وغيرها من ثغور العزة والبسالة.
نهدي هذه السطور سائلين الله الإخلاص في القول والعمل ، وأن يجعل هذا العمل من الباقيات الصالحات إنه ولي ذالك والقادر عليه آمين، قال تعالي: {والذين قتلوا في سبيل فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم }، وقال سبحانه: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ..الآية}، وقال جل ذكره: [ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون] ، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه من طريق عبد بن معمر عن ثمامة عن عبد الله بن أنس قال: سمعت أنس بن مالك يقول : لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله، نضح بالدم هكذا على وجهه ثم قال : فزت ورب الكعبة.)، وفي الصحيحين من طريق عمارة قال حدثنا أبو زرعة بن عمر ابن جرير قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أن أشق علي أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ).                                 المقدمة:
الحمد لله ناصر عباده المؤمنين وخاذل الطغاة المستكبرين  ومرعب الكفار بجند الإستشهاديين والصلاة والسلام علي إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين وعلي صحابته الأباة المقاتلين ومن سار على نهجهم من أهل الإيمان الصادقين أما بعد:
ففي ظل الحرب بين جند الرحمن وعساكر الإيمان وبين حزب الشيطان وأولياءه من اليهود والنصارى وأذنابهم المرتدين، رغم الفرق بين الطرفين في العدد والعدد ولكن لا ضير فربنا يقول: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)، وفي أرض الفاتحين مغرب الإسلام أرض البطولة والتضحيات، أرض الصمود في وجه فرنسا الصليبية وأبنائها الخونة المنهارين قريبا بإذن الله، يقف أهل الإيمان الصابرين النزاع من القبائل ، حماة العقيدة والعرض ودعاة الحق الذين يأبون الضيم , ويأنفون المذلة والهوان، يقفون سدا منيعا في وجه الكفر بكل أطيافه.

وفتيانا يرون الضيم صابا ** وطعم الموت خرطوما عقارا
أحب الملة البيضاء فكانوا ** عليها من مراودها غيارا
سطاة فوق متن كل ساط ** قليل من ينال له الحذارا
بما يحويه من وصف حميد ** على أحزان فارسه أغارا
وسلهبة مفاصلها ظماء ** قوائمها رواء لا تجارا
عليها من محاسنها شهود ** علي الأتباع ولا تعارا
بأيديهم مذربة طوال ** تري الأقران أعمارا قصارا

وفي هذه الحرب يعبر المجاهدون إلى إقامة الخلافة الراشدة , وذلك بإيمانهم وتوكلهم علي ربهم, وهم يقدمون قرابين النصر، رافعين هاماتهم إلى سنام المجد وفجر العزة  والتمكين، وذلك عبر جسر الإبتلاء والتمحيص الذي فيه هجرة الديار، وقتل الأخيار وفقد الأحبة وأسر الأ نصار، وفي خضم أمواج هذه المحن ودياجير تلك  الفتن، ينبري الإخوة الإستشهاديون لينيروا الدرب للسالكين، ويرفعوا أعلام الهداية للتائهين، في وقت غلب فيه حب الدرهم والدينار والركون  إلى الأزواج والديار، عن نصرة دين الواحد القهار، يرحل عن الدنيا أولئك الليوث الأشاوس , والفرسان الأماجد وهم يرددون:

نحن الخيار من البرية كلها ** ونظامها وزمام كل زمام
والخائضون غمار كل كريهة ** والدافعوا حوادث الأيام
والمبرون قوى الأمور بعزمهم ** والناقضوا مرائر الإبرام
في كل معركة تضير سيوفنا ** فيها الجماجم فوق فراخ الهام
وترد عادية الخميس رماحنا** وتقيم رأس الأصيد القمقام
فالله أكرمنا بنصرة دينه ** وبنا أقام دعائم الإسلام

لقد سار هؤلاء الأخيار إلي ربهم موفون بعهدهم، مستبشرون ببيعهم، لم تزعزعهم زوابع الفتن ولا صوارف الزمن ولا كتابات المرجفين، ولا هتافات المخذلين ولا همسات علماء السلاطين ولا تراجعات المنبطحين المستسلمين ولا إغراءات الحكام المرتدين، بل مضى أولئك الليوث القابضون على الجمر في شموخ واستعلاء , وحاديهم قول الصحابي الجليل خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله :

         ولست أبالي حين أقتل مسلما ** علي أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك علي أوصال شلو ممزع

ومن بين تلك الجموع الطيبة التي هبت لنصرة ربها وعرض نبيها صلي الله عليه وسلم   غير آبهة ببنيات الطريق وأنصاف الحلول، الأخ الإستشهادي إدريس بن محمد الأمين أبو إسحاق الشنقيطي رحمه وأسكنه فسيح جناته.

أبو شجاع أبو شجعان قاطبة ** هول نمته من الهياج أهوال
كأن نفسك لا ترضاك صاحبها ** إلا وأنت على المفضال مفضال
ولا تعدك صوانا لمهجتها ** إلا وأنت لها بالروع بذال
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال

لم يطب لأبى إسحاق عيش ولم يهنأ له قرار ولم يغمض له جفن وهو يرى ما حل بالإسلام في هذا الزمان من مصائب جسام ، وفتن عمياء صماء يندى لها جبين كل مسلم غيور علي دينه وأمته، فكم من دماء أريقت وأرواح أزهقت ومحارم هتكت وأموال أبيحت وأطفال يتموا ومدن وقرى طاحت بها الطوائح  وصاحت عليها الصوائح وناحت بعرصاتها النوائح، فأبدلت شريعة الرحمن بقوانين عباد الصلبان وعطلت الحدود باسم حقوق الإنسان، وشربت الخمور وظهر الفحش والسفور، وسويت المرأة بالرجل باسم الإزدهار وما إلى ذالك من مآس تدمي لها القلوب، وتسكب لها العبرات، ومن آخر تلك المصائب ، عملية النذالة والعمالة الفاشلة التي قامت بها كلاب الجيش الموريتاني السافلة جنبا إلى جنب مع القوات الفرنسية الصليبية الحاقدة، لاستنقاذ العلج الصليبي [ميشل جارمانو] وقد استشهد في هذه العملية ستة من المجاهدين تقبلهم الله عنده وأسكنهم فسيح جناته، وكعادة المجاهدين في رد الصاع صاعين ، كان لزاما من الثأر لتلك الدماء الزكية والأجساد الطاهرة الأبية، فانبري لهذه المهمة النبيلة فارس شنقيط أبو إسحاق رحمه الله، وذلك  ليلتحق بصناع المجد وفرسان الشهادة، فيخط بدماه حروف اسمه ضمن قائمة الاستشهاديين الذين مضوا قبله.
وكأني بالعالم الكبير والشاعر الشهير محمد ولد الطلبة الشنقيطي (1188-1272هـ) رحمه الله يعنيهم  بقوله:

ليبك لدين الله من كان باكيا ** فقد قطعت منه العرى الوسائل
ولم يحم دينا مستباحا حريمه ** من المعتدى إلا القنا والقنابل
وفتيان صدق صابرون بربهم ** يحامون عنه وهو عنهم يناضل
ويحشون حومات الوغى بنفوسهم ** إذا هابها الثبت المحشى المباسل

مضى أبو إسحاق رحمه الله بعد أن صال وجال في ساحات القتال وعرين الأسود الأبطال، فنازل فارسنا أنصاف الرجال من أبناء فرنسا الأنذال فسائل "لحجيرة" تجبك عن ثبات بطلنا المفضال، وسائل مالي وروابيها والسباسب والتلالن وعج بالمطي علي أسود الصحراء أولي البأس في القتال، ليخبروك عن ما لفارسنا من مناقب وشمائل وخصال، مضى أبو إسحاق مستمسكا بكتاب ربه، عاضا بالنواجذ على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أسر فارسنا في سجون حكومة الردة المالية، فلم ترهبه زنازين الظالمين ولا سياط السجانين بل صبر وصابر حتى وفق الله إخوانه في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من مفاداته هو ثلاثة من إخوانه بأربعة من الصليبين، وذالك في يوم الأحد٢جمادى الأولى١٤٣٠، عاد أبوإسحاق رحمه الله إلى أرض الجهاد ليعيش مع إخوانه أحزانهم وأفراحهم متسلقا الصعاب متجاوزا العقبات والهضاب، تحدوه همته العالية باحثا عن المنازل العالية ليأكل من تلك القطوف الدانية ولسان حاله:

إذا غامرت في شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير** كطعم الموت في أمر عظيم

وفي يوم ١٥من شهر رمضان المبارك ١٤٣١ امتطى فارسنا جواده، وحمل عدته وعتاده وودع قادته وأحبابه وكسر غمد سيفه غير آبه بتلك البهرجة الإعلامية التي يتشدق بها كذاب نواكشوط " "ولد عبد العزيز عميل ساركوزي"  من يقظة جنوده وحماية حدوده إلى آخر ذلك الكذب الذي يضحك الثكلى. ، مضى فارسنا يحث الخطى إلى ذلك الوكر الخسيس مقر الناحية الخامسة بولاية "النعمة" فاقتحم عليهم فارسنا في جرأة أهل الإيمان، وبسالة الهزبر الغضبان، فدك عليهم حصنهم فأرداهم بين قتلى وجرحى فدب الرعب في قلوبهم وأنتشر الهلع في صفوفهم ، ليعكر عليهم صفو عيشهم.

فلا صلح حتى تعثر الخيل بالقنا ** وتضرب بالبيض الرقاق الجماجم
ولا أمن حتى  تقشم الحرب جهرة ** عبيدة يوما والحروب قواشم

رحل أبو إسحاق لكن ذكراه لم ترحل من قلوب أهل الإيمان ، رحل أبو إسحاق لكن ابتسامته وهو على متن سيارته لم ترحل ليعلن للصليبيين وعملائهم في المنطقة أننا أمة لا نموت إلا قتلى وأن القتل في سبيل الله هو شرف لنا وغاية تتوق أنفسنا إليه، وأننا قوم قد جمعتنا وشيجة الإيمان ورابطة الإسلام فلا عرف ولا لغة ولا لون أو جنس أو تراب أو إقليم يفرق بيننا.

                            أبى الإسلام لا أبى لي سواه ** إذ افتخروا بقيس أو تميم

رحل أبو إسحاق رحمه الله ليدخل السرور على المظلومين، وليشفي صدور قوم مؤمنين وليواسي إخوانه المأسورين، من العلماء الربانيين وفرسان الإسلام الصابرين, وليمسح دموع اليتامى ويكفكف عبرات المظلومين

هو الفارس المقدام في كل هيعة ** مجيب وغايات المنى منازله
كمي كريم الطبع أروع ماجد ** صبور وقور لا تعد شمائله
أبي يعاف الضيم يعرف دهره ** إذا نزلت بالمسلمين نوازله
إذا زرته يا موت ألفيت أنه ** كما قيل في معنا وأحسن قائله
تراه إذا ما جئته متهللا ** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ووالله ما مات الشهيد وإنما ** جهاد العدى ماض وتلك قوافله.

فنم أبا إسحاق قرير العين وهنيئا لك الشهادة، وأعلم أن لك إخوانا خلفتم ما نسوك ولن ينسوك، وإنهم على خطاك لسائرون، وبمنهجهم عارفون، وبدينهم مستمسكون، وللطغاة مقاتلون، وبما مت عليه لمشتاقون، فرحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وحسن أولئك رفيقا، وألحقنا بك غير مبدلين ولا مغيرين إنه ولي ذلك والقادر عليه وفي هذا المقام نخاطب أهلنا الشرفاء، أبناء القبائل الأبية في شنقيط: ها قد ترجل فارس من فرسانكم دفاعا عن  دينكم وأعراضكم .وأموالكم التي يتلاعب بها هذا النظام الفاسد المفسد، فالله الله في دينكم ورجولتكم ، وأعلموا أحبابنا الأكارم أن هؤلاء الذين يقفون في خندق الفرنسيين والأمريكان لقتل وأسر وتشريد أبنائكم هم كفرة مرتدون  تجب البراءة منهم ومجاهدتهم، هذا الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة الذين يعتد بهم، ولا تنفعهم تلك الأسماء التي تسموا بها ولا تلك الشعارات التي تغطوا بها، فهم خونة لدينهم وأمتهم حماة للغرب وحضارته الماجنة، وهم وكلاء  في طمس هويتكم وإبعادكم عن قيمكم الفاضلة فهم يريدون دينكم وعقيدتكم، وإنني في هذا المقام لأعلنها فيكم صرخة مدوية، أستنهل بها الهمم  وأشعل العزائم وأحيي الأمجاد في قلوبكم، كما أعلنها قبلي العالم الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيديا الشنقيطي رحمه الله حيث يقول:

ولو في المسلمين اليوم حر** يفك الأسر أو يحمي الذمارا
لفكوا دينهم وحموه ** لما أراد الكافرون به الصغارا
حماة الدين إن الدين صار ** أسير اللصوص وللنصارى
فإن بادرتموه تداركوه ** وإلا يسبق السيف البدارا

أهلنا في شنقيط قفوا وقفة رجل واحد بعلمائكم ومصلحيكم ودعاتكم وتجاركم مع إخوانكم في  تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي، ضعوا أيديكم في أيديهم لرد شرع الله والوقوف في وجه هذا العدوان الصليبي الماكر قال تعالى:{ يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم الآية }، وقد روى الإمام أحمد والنسائي وأبو داود من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "، فالبدار البدار والنصرة النصرة  يا عباد الله، ولله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون والحمد لله رب العالمين.

هذا المقال للشيخ أبي يحيى الشنقيطي عضو الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.