-->
نبشر متابعي مدونة إفريقيا المسلمة , بخروج الحلقة الثانية, من سلسلة مايسرهم أنهم عندنا,فانتظرونا...

2013/05/28

الاستشهادي البطل أبو إسحاق إدريس بن محمد الأمين الشنقيطي


بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مايسرهم أنهم عندنا:
الحلقة الأولى:
الاستشهادي البطل أبو إسحاق إدريس بن محمد الأمين الشنقيطي من قبيلة "مسومة رحمه الله."
 للشيخ عبد الملك بن سيدي الشنقيطي حفظه الله

للتحميل

DOC
http://multi.la/s/I6HBE3DX


PDF
http://multi.la/s/0IADZTUK







بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الله أمابعد: "
فقد ولد الشهيد البطل في نواكشوط سنة1984م ,وفقه الله تبارك وتعالى للاستقامة على الحق وهو في أول شبابه حيث كان يتردد على مسجد قطر بمقاطعة الميناء بنواكشوط  وهناك التقى شباب الدعوة وبدأ معهم مشوار طريق الاستقامة  أواخر سنة 1997م أو أول سنة 1998م , فنحسبه- والله حسيبه- شابا نشأ في طاعة الله " في الوقت الذي انشغل فيه كثير من شباب المسلمين بما لا يرضي الله تعالى
كان تعرفي على البطل الاستشهادي إدريس أواخر سنة 1998م في مسجد الإحسان بمقاطعة الميناء حيث لمحت في بعض الدروس التي كنت أقيمها هناك ذلك الشاب الحدث الخلوق المهتم بالعلم الشرعي وبعد أحد الدروس كان لي معه لقاء كان بداية التعارف .
كان الشهيد إدريس مهتما بالعلم الشرعي حريصا على حضور مختلف الحلقات العلمية التي كانت تقام في تلك الفترة في مختلف المساجد , وجادا في المشاركة في شتى الدورات الشرعية التي كانت تقام بين الفينة والأخرى, ثم شارك في مسابقة دخول معهد العلوم الإسلامية والعربية في موريتانيا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ,ونجح فيها وظل يدرس فيه حتى قام الطواغيت في موريتانيا بإغلاق المعهد إبان حملتهم على الإسلام سنة 2003م
بعد ذلك درس الاستشهادي البطل أبو إسحاق في معهد الإمام مالك التابع لجمعية إحياء السنة والتراث الإسلامي بموريتانيا , وخلال هذه الفترة كان البطل إدريس خلية نحل من نشاطه في الدعوة إلى الله عز وجل فقد كان وثلة من إخوانه يجوبون نواكشوط يلقون الدروس في المساجد حاديهم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو آية " والحرص على هداية الناس وإنقاذهم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم رغم ما كانوا يتعرضون له أحيانا من الإيذاء – كما هو بعض ضريبة طريق الحق من دعوة وجهاد _
كما كان البطل الاستشهادي إدريس آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وكان وثلة من إخوانه يقومون بجولات في بعض الأمكنة التي يلاحظ فيها وجود بعض المناكر ويقومون بنصح الناس وتخويفهم بالله عز وجل وتذكيرهم بوقوفهم بين يديه, كما كان للاستشهادي أبي إسحاق دور في الدعوة إلى الله عز وجل خارج نواكشوط إذ كان ربما سافر مع بعض إخوانه إلى الداخل من أجل ذلك
تلقفت أذن أبي إسحاق نداء الجهاد مبكرا ومع تهاوي برجي مركز التجارة العالمي في يوم العز الحادي عشر من سبتمبر2001م كانت القناعات الجهادية قد نضجت واكتملت في ذهن البطل الاستشهادي أبي إسحاق لتبدأ رحلة البحث عن طريق يوصل للساحات ذلك الحلم الجميل الذي بدأ يراود الفتى الشاب ويدفعه للتحرك ,وريثما يتيسر للبطل الاستشهادي إدريس الطريق إلى مهوى الفؤاد استأنف مشروع الإعداد البدني فبدأ تعلم رياضة الكارتي "karaté "وواصل فيها حتى حصل على الحزام الرمادي "cintur marron " , وخلال إعداده البدني كان البطل الاستشهادي إدريس داعية مؤثرا في المحيط الجديد الذي بدأ التعرف عليه
كان الأخ الاستشهادي أبو إسحاق عصامي النفس فكان مع طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل والانشغال بأمر الجهاد الذي بدأ فيما بعد يكسب من كد عاتقه فعمل في " نقطة ساخنة"-مقر بيع الهواتف ومتعلقاتها بوسط العاصمة نواكشوط- وظل كذلك إلى أن يسر الله له النفير إلى ساحات العز
بعد العملية الناجحة التي قام بها الإخوة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال باختطاف 32سائحا ألمانيا وإطلاق سراحهم بفدية مالية منتصف سنة 2003م بدأت ريح النفير إلى ساح الجهاد في مغرب الإسلام  تصل إلى شنقيط فكان البطل الاستشهادي إدريس من أول المستجيبين وقام مع بعض إخوانه بمحاولة سنة 2004م للنفير إلى الإخوة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال آنذاك لكنها لم تكلل بالنجاح ولم يفت ذلك من عزمه ولم يخفف من أشواقه إلى أرض الكرامة لسان حاله
يا سائرين إلى البيت الحرام لقد      سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر نكابده              ومن أقـام على عذر كمن راحا
لكنه واصل البحث إلى أن وجد الخيط المتصل لكن إخوانه الذين كانوا هم الخيط الرابط والحلقة الواصلة اقترحوا عليه البقاء في شنقيط لدعم الإخوة في الصحراء  وبالفعل قبل الاستشهادي البطل الدور المناط به وقام به أحسن قيام , ومع بداية اعتقالات سنة 2005م كان البطل الاستشهادي إدريس أحد المبحوث عنهم فأخذ احتياطاته ونجاه الله عز وجل من القوم الظالمين وبقي في البلد  لم يخرج منه إلى أن قرر إخوانه الذين كان يعمل معهم أنه لم يعد من المناسب بقاؤه هناك فبدأ رحلة الالتحاق بمعسكرات الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الصحراء الكبرى وانطلق من نواكشوط مستقلا طائرة متوجهة إلى باماكو- رغم انه كان في تلك الفترة مبحوثا عنه – وفي يوم 23 سبتمبر 2005م حط البطل الاستشهادي رفقة خمسة من إخوانه ركابهم في  معسكر المجاهدين 
فألقت عصاها واستقر بها النوى      كما قرعينا بالإياب المسافر
وهؤلاء الإخوة الستة استشهد منهم ثلاثة هم:
-البطل الاستشهادي المتحدث عنه
-البطل الشهيد " احمد بن الراظي" من قبيلة "إيدوعل" ويعرف في الجهاد ب"أبي معاذ" جرح في مواجهة تفرغ زينة بنواكشوط  يوم 7/4/2008م واستشهد جراء  تلك الإصابة بعد أيام
-البطل الاستشهادي سيدنا بن ختاري من قبيلة " أولاد أبييري"ويعرف في الجهاد ب" عبد الرحمن أبي زينب" وهو الذي قام بالعملية الاستشهادية التي استهدفت حافلة تقل صليبين من كندا في البويرة بالجزائر أواخر شهر أغسطس سنة2008م
فور وصول البطل أبي إسحاق إلى الساحة انخرط في دورة تدريبية قام بها البطل الشهيد بلال أبو مسلم الجزائري ( وهو أحد الإخوة السبعة الذين قتلوا في معركة الغدر الفرنسية وسبق الحديث عنه في الحلقة السابقة) بدأت تظهر من خلالها شخصيته العسكرية ,وبعد أقل من شهر من مجيئه شارك في معركة " لحجيرة"يوم 21 رمضان 1426هـ وهي معركة من معارك المجاهدين الخالدة في الجزائر نصر الله فيها المجاهدين على قلة عددهم وعدتهم على الجيوش الجرارة والطائرات المتعددة التي جاء بها جنود الردة من الجزائر وشهد له إخوانه في هذه المعركة بالبسالة والشجاعة والإقدام وازداد ظهور شخصيته العسكرية من خلالها
وَالْحَرْبُ لاَ يَبْقَى لَجِا              حِمِهَا التَّخَيُّلُ وَالْمِرَاحُ
إلاّ الْفتى الصَّبّارُ فِي الــــــنَّجَدَاتِ وَالْفَرْسُ الْــــــوَقَاحُ
مَنْ صَدَّ عَن نِيرَانِها ...           فأنا ابْنُ قَيْسٍ لاَ بَرَاحُ


بعد انسحاب الإخوة من معركة لحجيرة توجهوا إلى منطقة "بوكحيل" وثم أقام البطل الاستشهادي شهرا  كان فيه خادما لإخوانه حريصا على إدخال السرور إلى قلوبهم – وهي صفته أينما حل مع إخوانه في السفر والإقامة- ومذكرا لهم واعظا حاضا على الصبر والثبات, ثم عاد مع الإخوة إلى الصحراء ليبدأ عهدا جديدا من الخدمة والرباط والإعداد حيث شارك في دورة تدريبية أخرى على يد الأخ المجاهد المدرب أبي أسامة الأفغاني, ثم كان من المجموعة التي دخلت إلى الجزائر لتدعم المجاهدين في انسحابهم من معركة الشبابة يوم 7/4/2006م وبالفعل تمكن المجاهدون من الوصول سالمين إلى مراكزهم , وشارك البطل الاستشهادي في معركة" تيكرط " يوم عيد الفطر 1427هـ وكان يرمي يومها بسلاح الدشكا "12,7" وكان له شرف صد الالتفاف الذي حاولت سيارات المليشيات القيام به ,وفي منتصف عام 2007م تم إرسال البطل الاستشهادي إلى باماكو لبعض المهام وكانت فترة الثمانية أشهر التي قضاها هناك ذات نفع للجهاد عظيم , وعاد البطل الاستشهادي أوائل سنة 2008م ,وكان من أبطال معركة" مركز أبي قتادة"التي وقعت يوم 23 مايوسنة2008م ضد الجيش المالي الذي حاول مباغتة زمرة من المجاهدين متكونة من عشرة أفراد كانت متواجدة ذلك الوقت هناك حيث جاءهم بقرابة الثلاثين سيارة وأربع دبابات فاشتبك الإخوة معهم واستطاعوا الانسحاب سالمين دون أن يقتل أو يجرح أحد على رغم المباغتة وقلة العدد والعدة وكان الأخ البطل الاستشهادي أبو إسحاق هو الذي قام بالتغطية على الإخوة بسلاح البيكا حتى تمكنوا من الانسحاب , وقد استشهد اثنان حتى الآن من هؤلاء الإخوة العشرة هما :
-البطل الاستشهادي المتحدث عنه                                                           - البطل الشهيد سيد محمد بن يحظيه من قبيلة "تاكنانت"ويعرف في الجهاد ب" عبد الحكيم "  استشهد في حادث سير يوم 1/مارس/2009م قرب مدينة "موبتي" حيث كان مرتدو مالي ينقلونه من معتقله في كاو إلى باماكو وقد هلك معه في هذا الحادث أربعة من مرتدي الجيش المالي وعند الله عز وجل الخصومة
إلى ديان يوم الدين نمضـي      وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا      غدا عند الإله من الظلوم
ولما مكن الله تعالى المجاهدين من اختطاف الديبلوماسيين الكنديين من النيجر أواخر سنة2008م كان أول شريط سلم للأعداء لإثبات اعتقال الديبلوماسيين يتحدث فيه البطل الاستشهادي أبو إسحاق, وشارك رحمه الله تعالى في الرباط على المختطفين والحراسة الليلية
وخلال أداء البطل الاستشهادي أبي إسحاق لبعض مهام المجاهدين في مدينة "تمبكتو" تم الغدر به فقام المرتد ضابط الاستخبارات المالية "لمانة ولد ابو" باعتقاله ولحظة اعتقاله ضرب البطل الاستشهادي ضابط الاستخبارات قائلا له " يا الأمانة والله إن المجاهدين لقاتلوك" وقد صدق الله عز وجل قوله فقام المجاهدون باغتيال "لمانة "بعد ثلاثة أشهر من هذه القصة , أما البطل الاستشهادي أبو إسحاق فلم يمكث في الأسر إلا أسبوعا واحدا حيث تم إطلاق سراحه تمهيدا لصفقة تبادل الأسرى " كنديان وألمانية وسويسرية " وقد تم إطلاق سراح أربعة من المجاهدين في هذه الصفقة وهم :
                    
-البطل الاستشهادي المتحدث عنه
-المجاهد المدرب أبو أسامة الأفغاني الجزائري واسمه الحقيقي "بلقاسم زاويدي " من ولاية المدية دائرة البرواقية                                             -المجاهد حماد بن محمد الخيري الشنقيطي من قبيلة "تاكنانت "                 -المجاهد عبد الرحيم الشنقيطي واسمه الحقيقي " الطيب بن سيد عال " من قبيلة "القلاقمة "
عاد البطل الاستشهادي إدريس إلى الساحة بعزيمة أقوى وتصميم وثبات ما فت الأسر في عضده وما لان ولا هان وكيف يلين وهو يعلم أن هذا الطريق فيه كل ذلك قال الله تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "  وكما مكن الله تعالى المجاهدين من اختطاف الكنديين من النيجر يسر لهم أيضا بعد فترة وجيزة من اعتقال الكنديين اعتقال أربعة صليبين آخرين هم "ألمانية وسويسرية"وقد سبق بيان أنهما أطلقا ضمن صفقة تبادل الأسرى مع التنبيه إلى أن الألمانية دخلت الإسلام وتسمت باسم "مريم" وكان دخولها الإسلام على يد البطل الشهيد " عبد القادر بن احمدناه " من قبيلة " السماسيد " ويعرف في الجهاد ب"إبراهيم أبي مرداس "وهو أحد الإخوة السبعة الذين قتلوا في معركة الغدر الفرنسية وسبق الحديث عنه في الحلقة السابقة , وصليبي سويسري زوج السويسرية تم إطلاق سراحه  فيما بعد بفدية مالية
والصليبي الرابع " بريطاني" قام المجاهدون في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بمطالبة البريطانيين  بإطلاق سراح الشيخ أبي قتادة الفلسطيني – فك الله أسره وجميع إخواننا المسلمين - مقابل الإفراج عن مواطنهم وأعطوهم مهلة لذلك ولما انتهت المهلة طلب البريطانيون تمديدها فمددها المجاهدون مرة أخرى لكن البريطانيين أبوا مع انتهاء المدة إلا الاستكبار ورفضوا الاستجابة لمطلب المجاهدين الوحيد فقام المجاهدون بقتل البريطاني , وبعد أقل من نصف شهر من قتل البريطاني قامت زمرة من المجاهدين متكونة من سبعة أفراد باغتيال ضابط الاستخبارات المالية – وعقيد في الجيش أيضا -"لمانة ولد ابو" ولمانة هذا كان يعده الغرب ليكون رأس الحربة ضد المجاهدين في الصحراء الكبرى وقد قام بعدة أعمال في هذا المنحى ولكن الله قطع دابره , وقد استشهد حتى آلان اثنان من هذه الزمرة وهما:
-البطل الاستشهادي موسى بن علي الشنقيطي من قبيلة "إيديلك" ويعرف في الجهاد ب"أبي عبيدة البصري " وهو الذي قام بالعملية الاستشهادية بالحزام الناسف ضد سفارة فرنسا في نواكشوط يوم 15 أغسطس سنة 2009م
-البطل الشهيد عبد العال بن عبد الله الشعيري المغربي من مدينة طنجة ويعرف في الجهاد ب" البشير أبي الدحداح"وهو أحد الإخوة السبعة الذين قتلوا في معركة الغدر الفرنسية وسبق الحديث عنه في الحلقة السابقة
وكان الجيش المالي قد بدأ استعداداته لقتال الإخوة المجاهدين بعد مقتل البريطاني فلما جاء اغتيال "لمانة "استغل الماليون الموضوع وجندوا المليشيات لقتال المجاهدين تحت ذريعة الانتقام "للمانة" وخرج الجيش المالي تدعمه المليشيات فكان الاشتباك الأول مع الإخوة المجاهدين يوم 15/6/2009م في معركة عرفت عند المجاهدين بمعركة "القنبلة " حيث زرع المجاهدون لغما مرعليه الأعداء فانفجر عليهم وقتل منهم في الحال ستة-وقد كان البطل الاستشهادي أبو إسحاق حاضرا في هذا الاشتباك-   وانسحب المجاهدون بسلام لم يقتل منهم أحد ولم يجرح إلا أخ واحد كانت جراحه خفيفة وشفي منها تماما وما يزال حيا يقارع أعداء الله ولله الحمد,ومع ذلك ما استحى مرتدو مالي من الكذب فكتموا ما أصابهم وأعلنوا عن مقتل 26 من الإخوة المجاهدين وتدمير مركز للمجاهدين وكل هذا ورب العالمين يشهد من فوق سبع سماوات محض أكاذيب ولا عجب في ذلك فإن هؤلاء قوم استمرؤوا الكذب وعاشوا عليه فلا يردون إلا إليه ولا يصدرون إلا عنه, وما كذب طواغيت موريتانيا في شأن العملية الاستشهادية التي قام بها البطل إدريس عنا ببعيد فإن سيارة تحمل أكثر من طن من المتفجرات تدخل وسط ثكنة عسكرية وتنفجر داخلها ثم لا يكون قتيل , ويرقعون كذبهم بكذبة أخرى أن الحراس اليقظين رموا على البطل !والحقيقة أنهم ما رموا طلقة واحدة لا قبل الانفجار ولا بعده
لي حيلة فيمن ينــــــــم وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقــــــــول فحيلتي فيه قليله
ثم بعد ذلك اشتبك الجيش المالي والمليشيات مع المجاهدين في معركة "ازبار" يوم12/7/2009م وكانت المعركة الحاسمة التي كسر فيها الجيش المالي والمليشيات وقتل منهم أربعون- من بينهم قائد المجموعة وهو برتبة عقيد- وأسر ثلاثة  وجرح عدد غير معروف وفر الباقون لا يلوون على شيء
وضاقت الأرض حتى صار هاربهم ... إذا رأى غير شيء ظنه رجلا
وغنم المجاهدون غنائم كثيرة وكان البطل الاستشهادي أبو إسحاق حاضرا بشجاعته وبسالته حيث كان هو والبطل الشهيد بلال أبو مسلم الجزائري أول من فتح النار على جيش المرتدين واقتحم الأبطال لا يبالون بالرصاص الكثيف والنار الملتهبة ,وبعد أقل من عشرين دقيقة سيطر المجاهدون وقتل من قتل وأسر من أسر وبدأ جمع الغنائم ,واستشهد البطل محمد سالم بن لكيحل الشنقيطي من قبيلة " إيديشل ""و يعرف في الجهاد ب"النعمان" لكن قاتله لم يمتع بالحياة كثيرا , فبمجرد سقوط الأخ النعمان جريحا كان الأسد إدريس حاضرا فرمى على قاتله فأرداه قتيلا ليلتقوا عند الله تعالى وثم الاختصام قال الله تعالى " هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ" وأخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي ذر رضي الله عنه قال" نزلت { هذان خصمان اختصموا في ربهم } في ستة من قريش علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة "- وهم أصحاب المبارزة يوم بدر – ومثله في الصحيح أيضا من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه - , قال الطبري" وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، وأشبهها بتأويل الآية، قول من قال: عني بالخصمين جميع الكفار من أيّ أصناف الكفر كانوا وجميع المؤمنين، ...ولكن الآية قد تنزل بسبب من الأسباب، ثم تكون عامة في كل ما كان نظير ذلك السبب، وهذه من تلك، وذلك أن الذين تبارزوا إنما كان أحد الفريقين أهل شرك وكفر بالله، والآخر أهل إيمان بالله وطاعة له، فكل كافر في حكم فريق الشرك منهما في أنه لأهل الإيمان خصم، وكذلك كل مؤمن في حكم فريق الإيمان منهما في أنه لأهل الشرك خصم, فتأويل الكلام: هذان خصمان اختصموا في دين ربهم، واختصامهم في ذلك معاداة كل فريق منهما الفريق الآخر ومحاربته إياه على دينه"انتهى كلامه رحمه الله تعالى , ثم ذكر الله جزاء الكافرين"فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " , وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ  "لاَ يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ في النَّارِ أَبَدًا"
وكان عدد المجاهدين في هذه المعركة ثلاثة وثلاثين مجاهدا بينما عدد الأعداء ستا وتسعين بين عسكري وميليشي – فضلا عن مجموعات الإسناد– ومع ذلك نصر الله عز وجل المجاهدين نصرا مؤزرا مع تفاوت العدد والعدة قال الله تعالى"كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "
وقد استشهد حتى الان عشرة من الإخوة المشاركين في هذه المعركة وهم :
-البطل الشهيد محمد سالم بن لكيحل الشنقيطي المعروف في الجهاد ب"النعمان" وهو الأخ المجاهد الوحيد الذي قتل في هذه المعركة" و يجدر التنبيه إلى أنه لم يجرح أحد من المجاهدين في هذه المعركة ولله الفضل أولا وأخيرا "
- البطل الاستشهادي موسى بن علي الشنقيطي المعروف في الجهاد بأبي عبيدة البصري صاحب عملية السفارة الفرنسية بنواكشوط
- البطل الاستشهادي إبراهيم الخليل بن عبد الرحمن بن حبي الشنقيطي من قبيلة "أولاد أبييري" ويعرف في الجهاد ب"ناصر أبي المقداد" وهو الذي قام بالعملية الاستشهادية ضد ثكنة الجيش النيجري يوم 8مارس سنة2010م
- البطل الاستشهادي المتحدث عنه أبو إسحاق الشنقيطي
-البطل الشهيد الشيخ اسعيد- بإسكان السين وفتح العين وكسر الياء المشددة - بن الصالح بن الطاهر أبو محمد الجزائري ( وابنه محمد هذا استشهد في اشتباك مع مرتدي الجيش الجزائري قرب مدينة الجلفة منتصف سنة 1998م ) من قبيلة " أولاد نايل " من ولاية "الجلفة" دائرة "مسعدة" بلدية "فيض البطمة" توفي رحمه الله تعالى 5 رمضان سنة 1430هـ
-الأبطال الشهداء بلال الجزائري , والبشير المغربي ,وإبراهيم أبو مرداس الشنقيطي, وأسامة وعبد الرزاق الماليان ,وهؤلاء الإخوة الخمسة استشهدوا في معركة الغدر الفرنسية وسبق الحديث عنهم في الحلقة السابقة
وبعد هذه المعركة ظل  البطل الاستشهادي أبو إسحاق شعلة من النشاط في كل الميادين الجهادية رباط وإعداد وقتال وخدمة إخوان وحراسة وكتب الله له المشاركة في عدة أعمال أخر من محاولات اختطاف وغيرها لم يكتب لها النجاح ,ولما قتل إخوانه السبعة في معركة الغدر والخيانة لم يقر للبطل قرار ولم يهدأ له بال حتى ينتقم لإخوانه الشهداء وقد كان طالبا العملية الاستشهادية منذ عدة سنوات وتم اختياره هذه المرة من بين قائمة الاستشهاديين الطويلة  ليكون أسد الغزوة المباركة " غزوة إدريس" ليلة 15/رمضان/1431هـ  وكان قبل أن يعلم باختياره للعملية الاستشهادية يستعد للزواج فلما علم بوقوع الاختيار عليه رفض الموضوع واختار ما عند الله تعالى و"ما عند الله خير وأبقى" ورفض التنازل لأي أحد وقال " إن المخذول من يأتيه هذا الخير العظيم ثم يتركه لغيره"مؤكدا أن "لا إيثار في القرب " ثم أعطى كلما ما يملك للجهاد في سبيل الله عز وجل ,وسجل وصيته في لباس العرس المفترض ثم انطلق مع إخوانه- إلى العرس الحقيقي- يسوق السيارة المحملة بأكثر من طن من المتفجرات ويحمل معه رشاشه وجعبته -وهما ملك خاص له- والغرض من حملهما أنه إذا أوقفه الحراس أو كشف أمره قبل الوصول إلى الثكنة أن يشتبك مع أعداء الله ويفتح الطريق- وإخوانه المجاهدون في السيارات الأخرى جاهزون إن لزم الأمر للاشتباك مع أعداء الله تعالى - , ولكن المرتدين كانوا دون المتوقع بكثير فاقتحم البطل الاستشهادي عليهم
كَاللَّيْثِ لاَ يَثْنِيهِ عَنْ إقْدَامِهِ         خَوْفُ الرَّدَى وَقَعاقِعُ اْلإِيْعَادِ
مَذِلُ بِمُهْجَتِهِ إذَا مَا كَذَّبَتْ          خَوْفَ الْمَنِيِّةِ نَجْـدَةُ اْلأَنجَاد
وحطم حاجز الحراسة  وواصل طريقه لينفجر في قلب المنطقة العسكرية الخامسة ب"النعمه" موقعا –ولا شك – خسائر جمة في صفوف أعداء الله تكتموا عليها كما تعلموا من أسيادهم الأمريكان والفرنسيين ولكن الشمس لا تستر بالغربال والحرب ما شب أوارها بعد والأيام حبلى فأكثروا من الكتمان وتواصوا به
والحرب ما استعرت من بعد فانتظروا       أعوام حرب على آثار أعـوام
لـــــــتسمـعـن وشيكـا في ديـاركـــم             الله اكــبر يا ثارات الاســلام
 وتـبصــرن قـريـبــا في مـنازلــكـم              أعـلام قاعـدة في إثر أعلام
ونحسب الأخ البطل الاستشهادي أبا إسحاق ممن جاد لله عز وجل بنفسه وماله وعقر جواده في سبيل الله وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ قَالُوا ثُمَّ مَنْ قَالَ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ" , وأخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه  قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ"
صفاته وأخلاقه : كان البطل الاستشهادي أبو إسحاق إدريس بن محمد الأمين  المسومي كما قيل
فَتىً كانَ فِيهِ ما يَسُر صَدِيقَهُ     عَلى أنَّ فيهِ ما يَسُوءُ الأَعادِيا                              فَتىً كمَلـتْ خَيْراتُهُ غَيْرَ أنَّهُ     جَوَادٌ فَما يِبْقى منَ الْمالِ باقِياَ
فقد كان خدوما لإخوانه حريصا على إدخال السرور عليهم يتحمل عنهم المشاق ويؤثرهم في الخيرات ويحب لهم ما يحب لنفسه ولذلك كان سببا في مجيء عدد من الإخوة إلى الجهاد حاديه في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " الدال على الخير كفاعله"  كما كان جوادا كريما سخيا من رهبان الليل وفرسان النهار كثير التلاوة لكتاب الله عز وجل عصامي النفس عسكريا شهد له بذلك قادة المجاهدين ومدربوهم, وكان مدربا درب عددا من المجاهدين ذا لياقة بدنية عالية شجاعا مقداما لا يهاب المنايا حسن الصوت يسلي عن إخوانه  بأناشيده العذبة الجميلة, كما كان صادق الرؤيا لا يكاد يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح وهو أمر معروف عنه حتى قبل نفيره للجهاد ومن رؤاه الصادقة أنه رأى منتصف سنة 2006م أنه يجلس على باب بئر مدليا رجله متوسطا بين البطل الشهيد بلال أبي مسلم الجزائري وأخ مجاهد آخر واستيقظ وهو يردد "فأولتها قبورهم" فأولت له حينها  أنه والأخوين يستشهدون في فترة متقاربة ,كما كان البطل الاستشهادي إدريس خطيبا مفوها ومحاضرا فصيحا- وهو الذي كان يدير "منبر كتب عليكم القتال"الذي نشرته قبل أيام مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي -وفق الله القائمين عليها- يحفظ جزءا كبيرا من القرءان وقدرا معتبرا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم محبا للأدب يحفظ منه مختارات جميلة خاصة من الشعر الجهادي وكم سمعته وهو يترنم بصوته الشجي 
مهما شدوت بأحزاني وأشجاني          لن يفهم المجلس الملعون أحزاني
ما للعواطف في أشواكه نـزل          ولا العدالة في مشروعـه الفاني
أيستجـيب لورقـاء مغردة             بذكـريات أبي يحي وسلمــان
محض التطرف أن دافعت عن وطني   وأعظم الذنب تلويـحي بعنـواني
ولحيتي عـندهم تفجير قنـبلـة       أما العمامة فهي المجرم الجـاني
الله أكبـر إن المـوت أغنيـتي       فهل يخـافون لحـنا غير ألحـاني
وكم كانت تعجبه أبيات الشيخ محمد سالم بن محمد الأمين المجاسي –فك الله أسره وجميع إخواننا المسلمين
أيا عـلماء مملـكة تولـت             خصوم الدين في ثوب التحـدي
متى كان الجهاد إذا تعـدت             جيوش المشركين من التعـدي
سقينا حنظل الحكـام مـرا             فكيف وصفـتـموه مذاق شهد
وغير ذلك من المقطوعات الجميلة  ,وحرص- رغم المشاغل- على حضور الدورات الشرعية التي تقام خلال الدورات التدريبية حتى وإن لم يكن من المتدربين فضلا عن حضور الدورات الأخرى خارج فترة التدريب, كما كان رقيق القلب سريع الدمعة ,ولما سجل وصيته قبل الانطلاق للعملية بكى فيها وأبكى إخوانه الحاضرين ,وكان صادعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم ذا خضوع للشرع وتحاكم إليه ورضا بحكم الله, كما كان ذا ثقة في نفسه ومعرفة بقدراته من غير غرور ولا إدلال وحين كان إخوانه المجاهدون يودعونه وهو يستعد للانطلاق إلى الثكنة كان الأخ المجاهد الشيخ محمد الأمين بن الحسن المجلسي المعروف في الجهاد ب"عبد الله أبي الحسن الشنقيطي" يوصيه بالحرص على الانغماس في العدو وتفجير السيارة داخل المنطقة العسكرية والحذر من التسبب في وقوع أي إصابة في صفوف المسلمين فكان البطل الاستشهادي يبتسم ويقول له "اطمئن يا عبد الله " وبالفعل وفي بوعده وانغمس في أعداء الله وفجر السيارة في داخل المنطقة العسكرية  فرحمة الله على تلك الروح الطاهرة ونم قرير العين يا أبا إسحاق مع إخوانك الشهداء الذين سبقوك إلى  الحياة السرمدية والنعيم المقيم وحسن أولئك رفيقا قال الله تعالى " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ  فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ", وإخوانكم المجاهدون على دربكم سائرون إلى أن يلحقوا بكم بإذن الله تعالى

على الدرب ما زلنا عن العهد لم نحد     إلى أن يحين الحين أو يسعف النصر
يــعزي أخــاكم أنـــــه لاحــق بـــكم      وإن طـــالــت الأيــام واتــصل العــمر

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين  وصلى الله وسلم على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

مع تحيات إخوانكم في مدونة إفريقيا المسلمة